تفسير البحر المحيط أبي حيان الغرناطي/سورة طه

페이지 정보

작성자 Carin 작성일25-01-21 17:37 조회5회 댓글0건

본문

premium_photo-1710296874807-9a9c5c4f8f01 و هذه الأساليب التي نحن نقررها ليست من القياس في شيء إنما هي هيئة ترسخ في النفس من تتبع التراكيب في شعر العرب لجريانها على اللسان حتى تستحكم صورتها فيستفيد بها العمل على مثالها و الاحتذاء بها في كل تركيب من الشعر كما قدمنا ذلك في الكلام بإطلاق. فربما تجيء نافرة قلقة و إذا سمح الخاطر بالبيت و لم يناسب الذي عنده فليتركه إلى موضعه الأليق به فإن كل بيت مستقل بنفسه و لم تبق إلا المناسبة فليتخير فيها كما يشاء و ليراجع شعره بعد الخلاحيوان بحرف ص منه بالتنقيح و النقد و لا يضن به على الترك إذا لم يبلغ الإجادة. و كذا أساليب المنثور لا تكون للشعر فما كان من الكلام منظوما و ليس على تلك الأساليب فلا يكون شعرا. قلت : أجاب علماؤنا عن حديث رافع بن خديج بأن قالوا : تسليط النبي ﷺ إنما هو على حبسه لا على ذكاته ، وهو مقتضى الحديث وظاهره ؛ لقوله : "فحبسه" ولم يقل إن السهم قتله ؛ وأيضا فإنه مقدور عليه في غالب الأحوال فلا يراعى النادر منه ، وإنما يكون ذلك في الصيد. و من يرى أنه لا يوجد لغيرهم فلا يحتاج إلى ذلك و يقول مكانه الجاري على الأساليب المخصوصة. فإنهم وإن كانوا مشايعين للكفار ساعين في إخماد نور الله لا يقدرون على إنكار إرسال البشر.


ويقال: شعبت به الشَّعوب أي ذهبت به المنية سمعت امرأة مِنّا دعت على رجل فقالت: رماك الله بمهدئ الحركة لأمه العُبْرُ ولأمه الويل والأَلِيل أي الأنين وما له ساف مالُه أي هلك رماه الله بالسُّواف أي بهلاك المال ضَمّها الأصمعي وقال أبو عمرو بالفتح ماله خاب كَهْده والكَهْد المِراس والجَهد ما له طال عَسْفه أي هوانه ما له استأصل الله شَأْفَتَه والشَّأْفة: قَرحة تكون أسفل رِجل الإنسان وفي خف البعير أي اقتلع الله ماله كما تُسْتأصل الشأفة وهي تقطع بحديدة ويقال: شَئِفَت رجله تشْأَف شأفًا والاسم الشَّأفة ويقال: أتى الله على شَأْفته رماه الله بوامِئة أي ببلاء وشرّ اقْتَمّه الله إليه: قبضه وابتاضه الله وابتاض بنو فلان بني فلان ذهبوا بهم أباد الله عِتْرتَه: ذهب بأهل بيته شَحَبَه الله أي أهلكه أباد الله غَضْراءه أي خصبه وخَيْره وأنبط الله بئره في غَضْراء أي في طينة عَلِكة خضراء. وزاد ابن الأعرابي في نوادره: اسم حيوان بحرف ك رجل وقوم رضا ونصر ورسول وعدوّ وصديق وكرم ونَبَه ومَشْنَأ ودَوًى وطَنًى وضَنًى ودوٍ: الأربعة بمعنى مريض وحرِيّ وقرِف بمعنى قَمِن، وغلام رُوقة، وغلمان رُوقة.


و لهذا قلنا إن المحصل لهذه القوالب في الذهن إنما هو حفظ أشعار العرب و كلامهم. و هو قياس علمي صحيح مطرد كما هو قياس القوانين الإعرابية. و لهذا كان شيوخنا رحمهم الله يعيبون شعر أبى بكر بن خفاجة شاعر شرق الأندلس لكثرة معانيه و ازدحامها في البيت الواحد كما كانوا يعيبون شعر المتنبئ و المعري بعدم النسج على الأساليب العربية كما مر فكان شعرهما كلاما منظوما نازلا عن طبقة الشعر و الحاكم بذلك هو الذوق. وكذلك إن جمع أيضاً الارتفاعان جميعاً ثم أخذ نصف ما يجتمع منها كان هو ارتفاع القطب وهو يكون عرض ذلك الموضع في الشمال. و إنما المستعمل عندهم من ذلك أنحاء معروفة يطلع عليها الحافظون لكلامهم تندرج صورتها تحت تلك القوانين القياسية. و ليكن بناء البيت على القافية من أول صوغه و نسجه بعضها و يبني الكلام عليها إلى آخره لأنه إن غفل عن بناء البيت على حيوان بحرف القافية صعب عليه وضعها في محلها. فإن كانت المعاني كثيرة كان حشوا و استعمل الذهن بالغوص عليها فمنع الذوق عن استيفاء مدركه من البلاغة. ويكون أبداً ميل اختلاف المنظر في العرض إلى جهة الجزء الذي تقطعه هذه الدائرة إذا كانت هي دائرة وسط السماء من نقطة سمت الرؤوس وميل اختلافه في الطول إلى ناحية الأفق الشرقي أو الغربي منه إلى الآخر.


ثم مع هذا كله فشرطه أن يكون على جمام و نشاط فذلك أجمع له و أنشط للقريحة أن تأتي بمثل ذلك المنوال الذي في حفظه. يعرفك فيه ما تستفيده بالارتياض في أشعار العرب من القالب الكلي المجرد في الذهن من التراكيب المعينة التي ينطبق ذلك القالب على جميعها. فناسب أن يكون حدا عندهم، و نحن هنا ننظر في الشعر باعتبار ما فيه من الإعراب و البلاغة. و قول العروضيين في حده إنه الكلام الموزون المقفى ليس بحد لهذا الشعر الذي نحن بصدده و لا رسم له. أو بالتسجيل على الأكوان بالمصيبة لفقده كقوله: منابت العشب لا حام و لا راع مضى الردى بطويل الرمح و الباع أو بالإنكار على من لم يتفجع له من الجمادات كقول الخارجية: أيا شجر الخابور مالك مورقا كأنك لم تجزع على ابن طريف أو بتهيئة فريقه بالراحة من ثقل وطأته كقوله: ألقى الرماح ربيعة بن نزار أودى الردى بفريقك المغوار و أمثال ذلك كثير من سائر فنون الكلام و مذاهبه. و هذا المحفوظ المختار أقل ما يكفي فيه شعر شاعر من الفحول الإسلاميين مثل ابن ربيعة و كثير و ذي الرمة و جرير و أبى نواس و حبيب و البحتري و الرضي و أبى فراس.



If you want to check out more about حيوان ب ط review our web site.

댓글목록

등록된 댓글이 없습니다.